التفاؤل سمة إيجابية للنفس السوية، يترك أثرها على تصرفات الإنسان ومواقفه،
ويمنحه صحة نفس عالية، وفي المقابل هناك علاقة وطيدة بين التشاؤم
وكثير من مظاهر الاعتلال النفسي.والمتفائلون يعيشون حياةً مستقرة سوية،
يتوقعون الخير، وينظرون إلى الأحداث والمواقف باعتدال وتوازن
كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يتفاءل بالكلمة الطيبة يتوقع الخير ويحبه،
ومن هنا كان يتفاءل حين يسمع كلمة طيبة، فعن أنس (رضي الله عنه)
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا عدوى ولا طِيَرة، ويعجبني الفأل الصالح.
والفأل الصالح: الكلمة الحسنة» ويحكي لنا صاحبه أبو هريرة (رضي الله عنه) موقفًا
من مواقف التفاؤل؛ إذ يروي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمع كلمة
فأعجبته فقال: «أخذنا فَأْلَك من فِيكَ»
وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) يعجبه الفأل ويحبه، في مقابل
كراهيته للطِّيَرة. فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرةإن الفأل يعني توقع الإنسان ما يسرّه،
وأن يظن الخير فيما يَستقبلُ من أمره، وهذا يقوده إلى الاطمئنان
وترك القلق على ما يستقبل من أمره، وحين يكون الأمر بخلاف
ئما ظَنَّ فلن يضيره ذلك، بل يعود إلى نفسه، ويتساءل ،فلعل عدم تحقق ما أراده
بسبب تقصيره هو وإخلاله بالجهد الذي كان عليه أن يفعله،
حينها يأخذ من ذلك درسًا في مستقبل حياته
كان محمد (صلى الله عليه وسلم) قريبًا من ربه و يلجأ إليه بالصلاة والدعاء
في كل موطن،ومما شرعه (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه الصلاة عند
تأخر نزول المطر وحاجة الناس إلى ذلك، وتسمى هذه الصلاة (صلاة الاستسقاء).
في هذه الصلاة كان (صلى الله عليه وسلم) يصلي بالناس جماعة، ثم يستقبل القبلة،
ويدعو ربه عز وجل، وحين يدعو يقلب رداءه، وذلك تفاؤلاً
بتحول الحال من القحط والجدب إلى الغيث ونزول المطر.فعن عبد الله بن زيد (رضي الله عنه)
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج إلى المصلى فاستسقى، فاستقبل القبلة وقلب رداءه،
وصلى ركعتين
لقد كانت المهمة التي قام بها محمد (صلى الله عليه وسلم) مهمة عظيمة، مهمة
تتطلب التغيير في واقع الناس أفرادًا ومجتمعات، التغيير في الواقع الديني والاجتماعي والسياسي،
وهذا التغيير بحد ذاته يتطلب جهدًا ضخمًا
وتفاؤال أكبر ولله الحمد وضع رضا ربه وتوكله عليه من الاسباب
التي جعلته يتجاوز كل الصعوبات والمحن
فصلى الله وسلم على حبيبنا الذي علمنا الصبر والتفاؤل