آداب ذكر الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر الله تعالى هو روح جميع العبادات و هو أفضل من جميع الأعمال الصالحات
قال تعالى : {.........َلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر.. }العنكبوت45
و قال تعالى : {..........وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }طه14
و قال سبحانه : {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ.. }البقرة2
َعن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: "ألا أنبئُكمْ بخيرِ أعمالكُمْ وأزكاهَا عندَ مليكِكُمْ وأرفعها في درجاتكمْ وخير لكمْ مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورقِ
وخيرٍ لكم من أنْ تلقُوا عدوَّكمْ فتضربُوا أعناقهُم ويضربوا أعناقكُم؟ قَالَوا بلى، قَالَ ذِكرُ اللَّهِ" رواه الترمذي
و لكل عبادة من العبادات وقت معين إلا ذكر الله فلا يحده زمان و لا مكان
قال تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191
و قد كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم يذكر الله في كل أحيانه
و لم يطلب الله سبحانه و تعالى من عباده الإكثار من شيء إلا الذكر
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }الأحزاب41
و جعل الله تعالى الذكر القليل علامة للمنافق
قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142
و من الآداب التي يجب أن يلتزمها الذاكر بين يدي خالقه و مولاه :
1- الوضوء قبل الذكر
2- الجلوس باتجاه القبلة ساكنا خاشعا لله تعالى
3- إرادة وجه الله تعالى بذكره و ابتغاء مرضاته دون الالتفات لشيء من الدنيا و ما فيها
قال تعالى : { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران29
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خَرَجَ عَلَىَ حَلْقَةٍ من أصحابه فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: "مَا
أَجْلَسَكُمْ؟" قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَىَ مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ، وَمَنّ بِهِ عَلَيْنَا. قَالَ: "آللّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاّ ذَاكَ؟" قَالُوا: وَاللّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاّ
ذَاكَ. قَالَ: "أَمَا إِنّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ. وَلَكِنّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ" رواه مسلم
4- الابتداء بتطهير النفس بالاستغفار و التوبة إلى الله
قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135
و عن الأغر المزني رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " انه ليغان على قلبي و إني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة "
رواه مسلم
5- اختيار الأوقات المناسبة التي يكون المرء خاليا من الشواغل كأوقات السحر و الأصيل و عقب الصلوات المكتوبة و في الليالي المباركة
قال تعالى : {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الإنسان25
و قال سبحانه : {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ }آل عمران17
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع
الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة " رواه الترمذي
6- ذكر الله بالقلب و اللسان معا
7- مطالبة النفس بثمرات الذكر و ذلك بالطاعة و اجتناب المحرمات
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }الأعراف201
و عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب لله و ابغض لله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان "
رواه أبو داود
10- اختتام الذكر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و بالدعاء
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله و لم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة "
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و الحمد لله رب العالمين