رحلة مقناص سمو الأمير الشيخ : صباح الأحمد‎

تاريخ مؤلم لم ولن ينساه الكويتيون والعرب والمسلمين وحتى العالم اجمع
هذا التاريخ الذي اخذ اعز واغلى رمز في الكويت
رمز الانسانية ورمز الابوة رمز المحبه ورمز الصداقه والسلام
رمز الكويت
المغفور له باذن الله : الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح
آمير القلـوب كما نسميــه ..
عسى مثواه الجنـه
كم منا تمنى ان ياصله الموت قبل وصوله الى والدنا الراحل
كم منا تمنى ان يطيل الله بعمره ..
ولكن هذا قضاء لابد منه
وحق على البشرية جميعها..

في قوله عز وجل [ كل نفس ذائقة الموت ]



\

/

\

/




في الامس رحل عنــا ...و اليوم ذكرى رحيله
ولابد لنا ان نتوقف عند هذا التاريخ لكي
نبلغ رسالتنا وليعرف العالم اجمع
كم نفتقـــد
كم نفتقــد
كم نفتقـد

هذا الانسـان
وخصوصا في هذه الايام العصيبه التي تمر بها الكويت
من عدة نواحي واهمها الناحية السياسية .....!




كيف ابدأ ومن اين انتهي
قصتي في هذا اليـــوم


في يوم الاحد الخامس عشر من شهر يناير في سنة 2006
كنت جالسه امام التلفاز .. ....احاول الاستهزاء باخوتي حيث انهم كانوا يستعدون للذهاب
الى المدرسة وكانت هذه الفترة هي فترة اختبارات الفاينل بالنسبة لهم
(وكنت حينها قد انتهيت من جميع اختباراتي ولكن لم يأتني النوم فذهبت لتناول الفطور )
والامر الذي زاد استغرابي الجميع كان متواجد حتى والدي كانا مستيقضان في هذا اليوم ولا اعلم ما السبب..
اتى الفطور وكنت جائعه اشد الجوع .. لتناوله ...
صببت الشاي في الكوب ورفعته الى ان وصل لمستوى العنق
شممت رائحته العطره و احسست بدفئ بخاره الصاعد من أثر الحرارة ...
وانا استعد لأخذ رشفة ..

نظرت الى التلفاز ..


\

فانقطع البث في قناة الكويت فجأة وبدأ بث تلاوة آيات من القرآن الكريم في شاشة سوداء كتابتها باللون الاخضر !!!
استغربت
ماذا هناك !؟ هل هذا خلل ( نبضات قلبي تدق بسرعه فائقه في هذه اللحظة ولا اعلم ما السبب )
اتت والدتي فقالت لي وهي خائفه ..هناك شخص متوفى!؟
انزلت الكوب بقوة ولشدة اهتزازه لسعتني قطرات الشاي الساخن
نظرت الى والدتي فقلت لها لا هناك خطـأ في التلفاز
قالت لي وهي ترى الخوف في عيني .. ( يابنتي اذكري الله مايحطون قرآن في هذا الوقت وفي هذه الصورة الا اذا كان في شي مهم )
فأجبتها محاولة ابعاد الخوف الذي ملأ جسدي وبسخريه : ( أخاف غزو يمه !)
قالت لي ( الله يستر ... الحين نشوف ) << نظرت الى عينيها ولمحة نظره جاده في كلامها
فاقتربت من التلفاز انتظر انتهاء التلاوة انتظار مصحوب بخوف رهيب من القادم !!
في هذا الوقت اخوتي قد خرجوا للذهاب الى المدرسة ...

ونحن ننتظر ....

وننتظر ....

الى ان!!!!
خبر عاجل :: دولة الكويت تعلن الحداد الرسمي ... !؟
وفي الشريط المتحرك كذلك ..؟
نظرت الى امي بصدمه قلت ( شنو صاير ؟! )
انتهت التلاوة فبنشرة الاخبار تليها ...! اخبار الساعه 6 الصبح )
شالسالفه ؟!
فظهر وزير الاعلام الكويتي انس الرشيد في بيان تلاه على التلفزيون فيما يلي نصيا :
حضرات المشاهدين الكرام....جاءنا من الديوان الاميري ما يلي (هنــا تجمد الكل مصغين الى البيان ) .:


بسم الله الرحمن الرحيم ..


[ يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ]

صدق الله العظيم ..

ببالغ الحزن والاسى..ينعى الديوان الاميري الى الشعب الكويتي
والى الامتين العربية والاسلامية وشعوب العالم الصديقة ..

وفاة المغفور له باذن الله تعالى...
صاحب السمو \الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
أمير دولة الكويت ..
الذي انتقل الى جوار ربه ..
فجر هذا اليــوم ..الأحــد !

15 من ذي الحجه 1426 هجريه
الموافق15 من يناير 2006 ميلاديه

داعين الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته..وأن يسكنه فسيح جناته ..
ولا حول ولا قوة الا بالله
وتعلن دولة الكويت الحداد الرسمي لمدة 40 يوما واغلاق الدوائر الرسمية ...لمدة 3 أيام اعتبارا
من اليــوم

15 من ذي الحجه 1426 هجريه
الموافق 15 \ يناير 2006 ميلاديه

وانا لله وانا اله راجعون

\

عند سماع الخبر .. وكأننا مجمدين لانتحرك ..بل كأننا مجردين من الحركه ..
حالة هدوء غامض تعم البيت! ( الذي كان يخلوا من الهدوء ) ...
فنظر كل منا الى الاخر .. والسؤال في عينيه ( صج اللي حصل ..!؟ )
فاذا بوالدتي تكسر حاجز الصمت ( لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون .. الله يرحمه برحمته )
ولكنني الى الان ( ما استوعبت اللي صاير )
بكت والدتي وغادرت الصاله .. وانا في مكاني لم اتحرك!!
اتتني حالة من السكون مرة اخرى .. كنت سارحه في خيالي ولا اعلم ماهي الافكار
فكانت متشتته ...!
فجأه واذا بصوت اخوتي عائدين الى المنـزل ... وارى ملامحهم كانهم اخفقوا في الاختبار !
فقلت ماذا حصل ! لماذا عدتم << ( الى الان لم استوعب الامر )
فقالت لي اختي كلمتين .. وهي تبتسم بحزن ..

\
/

:بابا جابر !


_______

اسمحولي بعد هذه القصه

اقدم لكم تصميمي ..لأمير القلوب

الف رحمه عليك..
يــابوي وحق البعد والله وآمنـــت
لكن أشــوف الحزن خيــم على الدار
دمع العــجوز اللي تناديك [ وين إنت ؟]
والشعب كله يصفق الكف منــهار