السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمد لله الذي أكمل الدين، وأتم النعمة على عباده، ورضي لهم الإسلام دينا، وبعث نبيه بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة فتركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
عندما وقف النبي يوم الحج الأكبر عشية عرفة يوم الجمعة وقال: قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ولما تلى النبي هذه الآية: بكى عمر، فقال له: ما يبكيك، قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل، فإنه لم يكمل شيء إلا نقُص، قال: صدقت.
ويشهد لهذا المعنى ما رواه مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) وأي غربة أضحاها المسلمون هذه الأيام في دينهم من البدع والأهواء التي ما أنزل الله بها من سلطان، دسائس أعدائهم في الليل والنهار، للنيل من هذا الدين والقضاء عليه.
وما فرح الشيطان فرحه بالبدعة، وذلك لأن العاصي يرى من معصيته ما يحثه على التوبة بخلاف المبتدع يرى أن الدين ناقص، فهو يريد أن يكمله ببدعته فيرى نفسه على صواب فلا يتوب، فهو إما مستدرك على الله وإما مكذب لرسوله .
ولذلك حذرنا الله تعالى من الابتداع في هذا الدين، قال تعالى "وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ..
أقوال السلف وموقفهم من البدع :
عن الحسن رحمه الله قال:
"لا يقبل الله لصاحب بدعة صوماً ولا صلاة ولا حجاً ولا عمرة حتى يدعها.."
.ولما بلغ ابن مسعود أن جماعة يجلسون في المسجد حِلقاً في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مئة فيكبرون مئة. ثم يقول: هللوا مئة فيهللون مئة ثم يقول: سبحوا مئة فيسبحون مئة، فأتاهم ابن مسعود وهو على تلك الحال، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد،
قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعل ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم مريد للخير لن يصيبه)
لذلك كانت البدع شر لا خير فيها، لأنها انتقاص للشرع الذي أكمله الله ..
من أول من احتفل بالمولد النبوي ؟؟
ذكر الكثير من المؤرخين ومنهم المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار إن أول من احتفل بيوم المولد النبوي هم العبيديون ، الذين سموا أنفسهم بالفاطميين، كذباً وزوراً، فنسبوا أنفسهم إلى أولاد علي رضي الله عنه، وسموا دولتهم بالدولة الفاطمية، والتي تأسست في الربع الأول من القرن الهجري الرابع وانتهت في منتصف القرن السادس، يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية وقد كانت مدة ملك الفاطميين حوالي280 سنة، فصاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها .
ولكشف هذه البدعة التي انتشرت وأصبح يروج لها من خلال في بعض البلدان من خلال وسائل الإعلام و يخصص لها البرامج والندوات في ذكره وحبه والقصائد في مدحه وكأنه لا يذكر صلى الله عليه وسلم ولا يحب إلا في هذا اليوم ونسوا قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ..
يتبع