أم فهد".. معلّمة تطلب النقل من القنفذة لعلاج ابنتيها التوأم

تعانيان من إعاقات حركية ومشكلات في القلب والنطق

"أم فهد".. معلّمة تطلب النقل من القنفذة لعلاج ابنتيها التوأم


دعاء بهاء الدين – سبق – جدة: بكل مظاهر الأسى سردت لـ"سبق" المعلّمة أم فهد معاناتها مع بنتيها قائلة: أنا معلّمة من محافظة القنفذة: وهبني الله ابنتين توأم من ذوات الاحتياجات الخاصة ( 6 سنوات)، فهما تعانيان من الإعاقة الحركية ومشاكل في القلب والنطق، وأفادت جميع التقارير الطبية الواردة من مستشفى المحافظة بعدم توفّر الإمكانيات الطبية لعلاجهما في المحافظة، وتحتاجان إلى المتابعة في محافظة يوجد بها مراكز متقدّمة؛ للعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتابعت أم فهد: "ذهبتُ إلى جدة يحدوني الأمل بتحسن حالتهما الصحية، وبفضل الله ثم بتقدّم الخدمات الصحية تحسّنت صحة بنتيّ، وأشارت تقارير المستشفيات في جدة بتحسّن حالتهما الصحية".

وتوقّفت عن الحديث، وانهمرت دموعها لدقائق ثم ما لبثت واصلت حديثها: "بدأت مشكلتي الحقيقية منذ تعييني معلّمة في محافظتي، هذا العمل الذي طال انتظاري له لمدة تسع سنوات، فعملي يتعارض مع ذهابي إلى جدة ومتابعة علاج بناتي.

وتابعت :" اعتصرني الألم وأنا أنظر إليهما يتعثران في الخطوات ويتلعثمان في الكلام، لملمت أوراقي والتقارير الطبية، وذهبت أشكو ضعفي وقلة حيلتي للجنة الظروف الخاصة بوزارة التربية والتعليم، وتقدّمت بطلب نقلي من محافظة القنفذة إلى محافظة جدة، للأسف قوبل بالرفض؛ بحجة واهية "إن ظروفي الخاصة هذه حدثت قبل تعييني"، ذهبت إلى بيتي تسبقني دموعي وآلامي النفسية لأجد بنتيّ يذبلان أمامي، وأنا مكتوفة الأيدي عاجزة عن توفير العلاج لهما، وعلى الرغم من بلوغهما 6 سنوات إلا أنهما يفتقدان القدرة على النطق، وأضافت: بدوري كمعلّمة أعرف القيمة التربوية للمدرسة في تهيئة الطفل والعناية به نفسياً واجتماعياً، وقد أرهقني البحث عن محضن تربوي لبنتيّ يتعامل معهما وفق ظروفهما الخاصة، فلم أجد سوى مدرسة واحدة لا توفّر الاحتياجات الأساسية للتعامل معهما.

وأضافت :" مكثت أياما تقتلني الحيرة، ويراودني الخوف مما يحمله الغد، وعقدت العزم على التقدّم بطلبي مرة أخرى، ذهبت وأنا أدعو الله أن يتم قبوله من أجل زهرتي عمري، آلمتني الصدمة ثانية عندما قُوبل الطلب بالرفض، ولكني لم أستسلم، بل استندت إلى شرط في اللائحة "يستثني الحالات الصحية الحرجة التي حدثت قبل التعيين متى ما حدثت مضاعفات بعد التعيين" وهذا ما يدعم موقفي في مأساتي، وقد سمعت بين أروقة الوزارة كلمات متناثرة حول دور "الواسطة" في نقلي إلى جدة، لم تسترعِ انتباهي هذه الكلمات، بل كان هدفي الحصول على حقي".

وقالت لـ"سبق"تحمّلت مع زوجي عناء الحياة، وتكبّدنا آلاف الريالات؛ لإجراء عمليات جراحية لبنتيَّ حتى يتماثلا للشفاء، وأنا حالياً على قائمة العمل وراتبي بعد رعاية الله يساعدني في توفير العلاج لبنتيَّ، تغيّرت ملامحها وبعيون زائغة أوضحت لي حيرتها قائلة: أعيش حالياً في دوامة نفسية، تطاردني أحلام مزعجة، دموع بنتيّ تدمي قلبي وصورتهما في مخيلتي دائماً، وقد آلمتني التقارير الطبية الصادرة مؤخّراً من مستشفيات جدة، والتي أفادت بتدهور حالتهما الصحية؛ لعدم متابعة العلاج والمطالبة بسرعة استكماله حتى لا تحدث مضاعفات غير محمودة العواقب.

وتساءلت: لماذا لم يتم نقلي إلى جدة مع انطباق الشرط الاستثنائي على حالتي؟ فأنا من نبت هذه الأرض المباركة وبناتي أمهات المستقبل، فلماذا يتم حرمانهن من حقهن في العلاج والتعليم؟

وناشدت من خلال" سبق" المسؤولين النظر بعين الرحمة لظروف بنتيها والموافقة على الطلب الإنساني بنقلها إلى جدة؛ لمتابعة علاج بنتيها في المراكز المتخصصة، فهي الآن ممزقة بين أمومتها وبين حاجتها للعمل لتوفير متطلبات العلاج لبنتيها.