عودة بركات وأبوتريكة..أنعشت الأهلي

بسم الله الرحمن الرحيم



دخلت بطولة الدوري الكروي مرحلة الحسم النهائية. فالقمة باتت للأهلي الذي انفرد بها من البداية وأصبح من المستحيل أن يلحق به أحد.. حيث يتبقي للأهلي خمس مباريات مجموعها 15 نقطة يكفيه منها ثلاث نقاط والرابعة للتتويج الرسمي والشعبي.. وبذلك يبقي الزمالك والإسماعيلي في صراع مركز الوصيف.
ولا أعتقد أن صراع القاع أقوي من صراع المقدمة بعد أن توقف رصيد طنطا عند 18 نقطة وبترول أسيوط 19 نقطة والأولمبي 21 نقطة.. وهي الفرق الثلاثة التي وصلت الدائرة الحمراء ويصعب الخروج منها.. لأنها لن تستفيق فجأة.. ولن تدب الحياة فيها بدون سابق أنذار. ولن تخسر الفرق التي تعلوها علشان خاطر عيون طنطا والبترول والاولمبي.. اللهم إلا إذا كنا في زمن المعجزات الذي انتهي ونادراً ما يحدث في كرة القدم.
ومباريات الاسبوع الخامس والعشرين شهدت تناقضات غريبة.. ربما أبرزها دخول ثلاثة أهداف في مرمي الزمالك من بترول أسيوط رغم فوز الزمالك بالأربعة.. وهذا مؤشر غريب يؤكد أن للبترول أنياباً هجومية.. لكن أين كانت طوال المباريات السابقة؟!
وأهداف البترول.. تكشف قصوراً غريباً في دفاع الزمالك.. راجع في المقام الأول لأسلوب وطريقة اللعب التي يصر عليها هنري ميشيل.. والعيب ليس في اللاعبين وامكاناتهم بقدر أنه عيب في التمركز واستراتيجية اللعب.. وهذا يرجع للمدرب نفسه الذي يلعب بمبدأ.. أسجل أكثر عدد من الأهداف.. يفوق ما يدخل المرمي.. رغم أن التفكير الكروي المنطقي يفرض علي المدرب استغلال امكانات لاعبيه واتباع طريقة اللعب التي تناسب تلك الامكانات.. فإذا كان الزمالك لا يملك لاعبين لا يستطيعون أو أنهم لم يتعودوا علي اللعب بطريقة 4/4/..2 وتتكشف دفاعاتهم في حالة اللعب بدون ليبرو ساقط في الخلف. ومرماهم مفتوح أمام كل الغزوات.. فلا داعي لتنفيذ تلك الطريقة.. صحيح أن العالم الكروي يتقدم ويوفر "فرداً" الذي هو الليبرو ليلعب في الوسط ويزيد العودة للسيطرة أو اللعب أمام رباعي الدفاع ليكون محوراً للهجوم لخطة التقدم.. أو أول المدافعين أمام رباعي الخلف.. لكن المهم هو التنفيذ.. وقدرة اللاعبين علي استيعابه طبقا لأمكاناتهم.. أو علي الأقل تنفيذ الفكر التدريبي الجديد الذي لم يتعود عليه اللاعبون أمام فريق ضعيف هجومياً أو بالتدريج. لكن حتي عندما نفذ هنري ميشيل هذا الفكر أمام الفريق الأخير في الدوري وهو بترول أسيوط دخل مرماه ثلاثة اهداف وكان يمكن أن يصل للتعادل بالأربعة أو حتي يفوز.
هذا جرس انذار للزمالك قبل لقاء الفيصلي الأردني الذي يستطيع الزمالك في حالته الطبيعية من الفوز عليه بثلاثة أهداف "نظيفة".. وأكرر "نظيفة".. دون أن يدخل مرمي الزمالك أية أهداف.. وهذا يحتاج من ميشيل الاهتمام الدفاعي أكثر.
الهدف المبكر
* أما الأهلي الذي فاز علي إنبي بهدفين نظيفين.. فالسر يرجع في المقام الأول لضربة الجزاء المبكرة في البداية والتي سجل منها شادي محمد ببراعة. هذا الهدف أثر نفسيا علي لاعبي إنبي.. لكن الدافع لدي لاعبي الأهلي كبير حيث يقترب الفريق من التتويج الرسمي عقب اللقاء القادم مع بتروجيت.. ينقص الأهلي أربع نقاط فقط.. بعدها يمكنه أن يلعب باقي مبارياته بالصف الثاني أو الثالث.. لأن اللقب سيعلن رسمياً.
أجمل ما في لقاء الأهلي وإنبي هو عودة بركات بقوة وتسجيله لهدفين في صن داونز.. ثم في إنبي.. وعودة أبوتريكة من جديد بعد الشفاء.. وهي مؤشر جيد قبل لقاء صن داونز الذي يحتاج الاثنين بركات وأبوتريكة بجوار متعب وفيلافيو.. ولابد أن نتوقف عند اللاعب عماد متعب الذي يلازمه سوء حظ أمام المرمي منذ عدة مباريات.. وهذا ليس تقصيراً من اللاعب لأنه يحاول ويحاول.. ثم يحاول ولا يكل ولا يمل.. لكن بلغة الكرة.. "مش ماشية" معاه.. وهذا شيء طبيعي يحدث لكل نجوم الكرة الكبار.. ربما للإرهاق أو عملية نفسية. ولا أظن أنها ضعف لياقة مثلاً.. لأن ماشاء الله.. متعب لاعب "مُتعب" بضم الميم لأي دفاع.. وحتي لا يلومه أحد تذكروا فيلافيو.. يوم أن لعب موسماً كاملاً وهو صائم عن التهديف.. وكان الجميع يصرخ بأعلي صوته حتي فكر الاهلي في التخلص منه.. لكن ثقة جوزيه في اللاعب "أعادته نجماً" وهدافاً.. وأظن أن متعب ليس أقل.. إن لم يكن أكثر وأكبر.
والفرق الثلاثة الأهلي والإسماعيلي والزمالك تستعد للقاءات العودة الخارجية.. الجواميس الزامبية تستقبل الإسماعيلي.. والأهلي يستضيف صن داونز "أفريقيا".. والزمالك يستقبل الفيصل الأردني عربياً.. أصعب لقاء هو الجواميس والإسماعيلي الذي يريد أن يتخطي تلك العقبة ليكمل مشواره في الكونفدرالية. وأعتقد أنه قادر علي ذلك رغم الصعوبات والخشونة المتوقعة هناك.. لكن اكتمال القوة الضاربة والحذر الدفاعي يحل المشكلة.. وعقب انتهاء الجولة العربية.. والأفريقية.. سيعود الزمالك والإسماعيلي للدخول في صراع حاد علي المركز الثاني.. في اللقاء المؤجل بينهما من الاسبوع الثاني والعشرين.. والنتيجة ستحدد ثاني الدوري.. الذي هو بطولة في حد ذاته... خاصة إذا فاز الإسماعيلي وانفرد بلقب الوصيف.
نتائج ومستويات
* المقاولون خسر علي أرضه من الإسماعيلي بهدف محسن أبوجريشة. وغريب حقاً أمر المقاولون الذي تحسن وقفز في بداية الدوري وبشرنا بعودة الحصان الأسود الذي عودنا عليه طه بصري.. المدرب الخلوق الفاهم.. تماماً مثلما فعل مع إنبي من قبل.. لكن فجأة صام الفريق عن الفوز وكأنه "محرم" عليه لعدة أشهر ولولا أن الفريق جمع نقاطه الثلاثين مبكراً.. لكان الآن ضمن دوامة الهبوط بشكل رسمي. لكن بشكل عام.. فالمقاولون أفضل منه في العامين الماضيين.
* المصري استنشق رحيق الانتصارات بشق الأنفس. فوزه علي غزل المحلة في آخر دقيقة أراح الجماهير التي كانت "ناوية" علي اسقاط مجلس متولي بهتافاتها المعروفة.. فتحولت إلي فرحة بالفوز والاقتراب من الأمان.. ويبدو أن روح "آل حسن".. أقصد إبراهيم دبت في اللاعبين من جديد بعد توليه المسئولية هو وصديقه طارق.
* الأخوة الأشقاء الحدود والطلائع في منطقة الوسط.. جاء فوز الحدود بهدف صناعة مدافع الطلائع أحمد أبومصطفي الذي شتت الكرة داخل مرماه.. لكن "الاثنين" حلوين.. في الأمان.
* التعادل هو لغة الحوار بين الاتحاد السكندري بمشاكله.. وبتروجيت باستقراره.. لكن النقطة أفادت الاتحاد أكثر وأضرت بتروجيت الذي لو فاز لقفز إلي المركز السادس.
أيضا تعادل الترسانة في طنطا سلبياً.. والنقطة أفادت الترسانة.. وأصابت طنطا الذي يبدو أنه قانع بالمركز الأخير والعودة إلي بيته الأصلي في الممتاز "ب".
كذلك الأولمبي الذي خسر بهدفين من أسمنت السويس.. لكن الندم لن يفيد.. فلو فاز الأولمبي لتحسن موقفه واقترب من اللحاق بالترسانة.. لكن هكذا هي الكرة.. فنفس النتيجة تفيذ فريق وتضر الآخر.. وتقضي علي طموح ثالث لم يلعب أو يشارك فيها!! هكذا دائما يكون صراع الهبوط لأن أطرافه تكون متشابكة دائماً!!