ربما كانت صينية دجاج بالفرن أحد مقدسات المطبخ المصري. لكن هذا المطبخ ممتد منذ العصر القديم حيث كان الطعام يقدم على موائد صغيرة وكان يتبع الوجبة الرئيسة الفواكه أو الحلويات مثل فطائر العسل والمربيات. وكان للمآدب أصولها في مأثوراتهم؛ فمن نصائح بتاح حتب “إذا كنت مدعواً إلى مائدة من هو أعظم منك فخذ ما عسى أن يعطيه لك عندما يوضع أمامك، لا تنظر إلا إلى ما هو أمامك ولا تسدد نظرات كثيرة إليه لأن إجباره على الالتفات إليك أمرٌ تكرهه النفس.
كانت البقوليات هي الطعام الشعبي المعتاد وأهمها الغول (الحراتي) الذي كان يطهى بطرق مختلفة وتصنع منه الشوربة أو البيصارة. وكان هذا الطعام يقدم للآلهة ويأخذه الكهنة كمانع للغازات. ويأتي بعد الفول العدس الذي كان الغذاء اليومي لبناة الأهرام ثم اللوبياء. لم يعرفا المصريون الرز ولا الطماطة.
“وكثيراً من الحلويات المصنوعة من الدقيق ونرى اللحوم (أي اللحم البقري ولحم الماعز والضأن ولحم الخنزير والأوز والحمام) على موائد ‘الطعام، وكثيراً ما تتضمن المناظر صوراً تمثل القصابين والطيور.
ومع ذلك يجب ألا يغيب عن بالنا أن مصر بلد حار وأن اللحوم لا يمكن الاحتفاط بها لمدة طويلة، فإذا ما ذبح ثور وجب استهلاك لحمه بسرعة ولا يستطيع الحصول على مثل هذا الترف إلا المجتمع الغني كثير التعدد، كان اللحم هو للطعام أيام الأعياد، كما هو الحال اليوم، ولم يكن ليرى في وجبات اليوم.