عبدالله الفيصل حضور عالمي
عبدالله الفيصل حضور عالمي
عبدالله بن منديل الفهيد يعد الامير الشاعر عبدالله الفيصل أحد أهم الشعراء الرومانسيين في الشعر العربي المعاصر وقد ساهم ابداعه الشعري في إثراء التجربة الشعرية السعودية حيث قدم نماذج مثالية على هيئة نصوص شعرية مفعمة بصدق العاطفة وتجديد واضح في الصياغة والصور الفنية. ولأن تلك التجربة الشعرية هي مما يعد من الظواهر التي لايجود بها الزمن كثيراً فقد حظيت الدراسة والرصد من قبل المتخصصين الذين رأوا في انتاجه الشعري مايمكنهم من استخدام ادواتهم البحثية للخروج بالجديد في مجال الطرح النقدي والبحث الادبي. ولم تقتصر تجربة الامير عبدالله الفيصل الشعرية على الاطار الفصحوي للقصيدة بل امتدت التجربة الى افق آخر هو نتاج البيئة المحيطة به في الجزيرة العربية ومايسمى بالشعر الشعبي او النبطي واعمل فكره وثقافته ليرتقي من خلال هذا الجانب في شعره بالطرح الشعبي للقصيدة وليقدم لنا تجربة تميزت بالابتكار والتجديد. فكما قدم من خلال الفصيح رائعته «عواطف حائرة |
إن اشعار الحب التي رددها العرب مع سمو الأمير عبدالله الفيصل، سيرددها الفرنسيون الآن بلغتهم وبقلوبهم واعمالهم ايضا».
جاك شيراك أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني يقول الناس أنك خنت عهدي ولم تحفظ هواي ولم تصني وانت مناي اجمعها مشت بي اليك خطى الشباب المطمئن قدم من خلال العامي روائع ايضا ويقول في احداها: ملك من كل حسنٍ مايريده |
لقد كانت تجربته الشعرية خلاصة تجربة حياتية عاش سنواتها الأولى في كنف جده الملك عبدالعزيز في الرياض ثم انتقل الى الحجاز ليرى والده للمرة الأولى في حياته ويدخل مرحلة جديدة في كنفه ايضا ويبدأ في هذه المرحلة أولى خطواته العملية حيث تولى منصب وكيل نائب جلالة الملك في الحجاز، وكان يمضي الساعات الطوال خلال تلك المرحلة في القراءة والاطلاع فقرأ للكثير من الشعراء والادباء من عصور مختلفة كعمر بن ابي ربيعة، وابي تمام، والبحتري، والمتنبي، وشعراء المهجر والمدرسة الرومانسية واحمد شوقي الذي اعجب به الامير فخصه بقصيدة «صنّاجة العرب» ولم يكتف بالشعر في قراءاته بل كان يقرأ لكبار الكتّاب العرب كالعقاد وطه حسين واعمال مترجمة للعربية لأرنست همنجوي وغيره.
لقد كان الامير عبدالله الفيصل شاعراً ذا نزعة عاطفية تميل للتعبير عن الحزن والاغتراب واسترجاع الماضي والحنين له ولا ادل على ذلك من الاسم الذي اختاره لنفسه كشاعر والذي يحمل أبعاداً كثيرة في هذا الاطار «محروم» لقد كان شاعراً ذا كبرياء وانفة تتجلى في الكثير من قصائده ويقول في هذا السياق: ملأت بالشعر دنيا طالما هزجت بما تردد من شدوي ومن كلمي فأصبح الشعر يروى للورى مثلا عني، ليرشفه من للغرام ظمي وصرت شأن ابي الخطّاب في زمني رمزاًً لكل فؤاد بالهيام رُمي ويتسامى عفة وطهرا في عاطفته ويبرز ذلك شعراً فيقول: احب للحب لاعجزاً ولا نهماً وارتقي بالهوى عن حمأة البهم فالحب كالفن يسمو في مداركه عن النقائص إذ يعلو على القمم ان تجربة الامير الشعرية لم تقف عند حدود بل كانت دائما تنظر الى الافق وتعيش الزمن بكل اوجهه في المعاصرة والاصالة ومن النماذج التي لايمكن ان نغفلها لتلك المعايشة معارضته لنونية ابن زيدون في قصيدته «ياناعس الطرف» حيث يقول: ياناعس الطرف قد فازت اعادينا واستبشروا بمناهم في تجافينا وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها وعاد بالشجو والاحزان يسقينا وودعتنا اماني الوصل مسرعةً حتى غدونا بمنأى عن امانينا ولم يكن تكريم الامير الشاعر عبدالله الفيصل من قبل عدة من الجهات الدولية بمستغرب بعد هذه التجربة الطويلة التي قدم من خلالها عصارة فكره في قالب شعري فحفر اسمه باحرفٍ من ذهب في تاريخ الادب العربي بل والعالمي ايضا.. حتى منحته الاكاديمية العالمية للفنون والثقافة بجمهورية الصين الوطنية درجة الدكتوراه الفخرية.. وكرمته باريس مدينة النور ومقهى المثقفين في العالم ومنحته وسامها تقديراً لاعماله الادبية واسهاماته المتميزة. ولم يقتصر عطاء الامير عبدالله الفيصل على المجال الادبي بل تجاوزه الى كثير من المجالات التي بذل من خلالها الكثير لهذا الوطن وكان له بصمة واضحة المعالم على الرياضة السعودية والعالمية ايضا فقد ترأس بنفسه اللجنة الأولمبية للالعاب الرياضية العالمية وساهم في دعم العديد من القطاعات الرياضية في المملكة والعالم العربي.. وما تقوم به دار سعاد الصباح من تكريم هو شيء لايقارن بما قدمه الامير عبدالله الفيصل، وان كنت اقترح من خلال هذا التكريم ان يتم اطلاق اسم عبدالله الفيصل على كل نشاط ثقافي يقام خلال مهرجانات ابها القادمة ويمكن ان يقدم من خلالها جائزة ثقافية تحمل اسم سموه ايضا. |
معالم الإبداع
أ.د مسعد بن عيد العطوي القارئ او السامع لشعر عبدالله الفيصل يدرك حسن التلاؤم واكتمال الانسجام والتجانس بين اللفظ ومضمونه وما يحمله من دلالات ونحن امام مضمون وجداني رقيق مما جعله يستدعي الشكل الرقيق من اللغة التي هي الوعاء والحلة الخارجية والتدفق الوجداني الفطري الانساني الذي ينساب في كيان كل فرد من البشر انما هو يستدعي تلك الرقة يتجلى ذلك في المحادثة الهامسة بين عشيقين او بمجرد محادثة الرجل للمرأة، فأنت تحس بفارق المكالمة الهاتفية في محادثة الرجل حين يكلم المرأة او الرجل، والمرأة نهيت عن الرقة في القول، فيطمع الذي في قلبه مرض لكنها لاتستطيع ان تغير معالم صوتها اذا كان رقيقا غير انها لاتزيد فيها ومن هنا فإننا حين نلتقي بالشكل الجمالي الذي يتجلى في اللغة فإننا ندرك ظاهرة التآلف والانسجام بين الشكل والمضمون في شعر عبدالله الفيصل ولا اريد ان اضع القارئ امام هذا التنظير فحسب ولكنني اطرح امامه التطبيق الفعلي الذي يقوم على استنباط مفهوم الرقة للشعر من حيث الحرف واللفظ، والتركيب فلكل من هذه المحاور الثلاثة اثره الواضح من حيث البنية اللغوية، فالحروف وجهوريتها وهمسها وثقلها، وقصرها، وطولها، وصامتها، له اسسه في اصول تكون اللفظة واللفظة تتأثر باجتماع الحروف من حيث جهوريتها، وهمسها وثقلها، وتكرار الحروف وثلاثيتها، ورباعيتها، وهكذا والجملة تتأثر بالالفاظ ايضا وكل هذه معالم جمال التركيب، عند شاعرنا فلننظر الى معالم السهولة والرقة. وتتضح السهولة في اكثاره من الحروف اللثوية والاكثر منها «ل،ن،س،ز،ن،ل» ونحن نجد هذه الحروف تتكرر كثيرا في شعره مما يدل على انتماء شعره وللسهولة والرقة في قصيدة سمراء: سمراء ياحلم الطفولة يامنية النفس العليلة كيف الوصول الى حماك وليس لي في الامر حيلة ان كان في ذلك رضاك فهذه روحي ذليله ووسيلتي قلب به مثواك إن عزت وسيلة فنحن نرى اعتماده على هذه الحروف الأكثر تداولا لسهولتها ولاتكاد الكلمة الواحدة تخلو من هذه الحروف فكلمة سمراء تضم السين والراء، ونلحظ تكرار اللام في حلم الطفولة والعلية، اما البيت الثاني فيضم عددا من هذه الحروف وهي الواو واللام في «الوصول» وتكرار اللام في الشطر الثاني في كل كلمة، ونشعر بتكرار الراء في البيت الثالث اما البيت الرابع فتظهر فيه السين واللام والزاي، وانظر الى تكاثر تلك الحروف في قوله: او رأيت الطير يشدو بالغناء يوم كنا بين سمار الليالي يوم كنا كل صبح ومساء إن رأيت البدر في كبد السماء ياحبيبي أين أيام خوالي ننهل الحب ونغني في الجمال ألم تر هذه الكثافة للنون واللام وحرف اللين، ونغم الحياء والجر في هذه الابيات الاخيرة |
سلمت يداك علىطرحك ودمت لنا بخير وربييعطيك العافيه على مجهودك
وربييطول فى عمر الامير عبد الله الفيصل |
عبدالله الفيصل، ، إبداع وتميز، ،
عبير عبدالرحمن البكر هكذا عرفناه، ، المحروم، ، ولكنه لم يكن محروماً، ، كان باذخ العطاء والكرم حين وهبنا الكلمة الجميلة في زمن شحيح أغدق علينا من غيماته، ، أمطار التميز، ، منحنا، ، من فيض مشاعره، ، مسيرة طويلة، ، طويلة، ، طويلة، ، كانت اللذة التي خبأناها في الأماكن السرية في القلوب حين أهدانا «وحي الحرمان» البداية لها، ، وكان المشاركة لكل من يعيشون لذة الحرمان، ، في اهداء انسل الى ذواتنا المترقبة، ، الى شاعر يعتلي الرومانسية، ، ويهذب شوك المشاعر ليقطف لنا الحب الأبيض في زمن مبهم، ، وغير قابل للتصريح بالمشاعر، ، اخبرنا فيه عن الولادة الحقيقية لاطفال الحلم ونسل الحياة ممتزجة بالعاطفة الحية التي ترقص بين جوانب القلب، ، وتعبر ممرات العمر لتترك إرثها الكلمي حياً يرزق بين اكوام من العطاءات التي تعبر عن ابداع وتميز وكان الشاعر المحروم الذي سقانا من غيمات عطائه هو الذي رسم ذاك الخط الفاصل للكلمة ليكون المنهج الرومانسي هو المدرسة التي تعبر عن العاطفة الحية بكلمات واوزان وقواف متقنة رددت كثيرا، ، أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني يقول الناس إنك خنت عهدي ولم تحفظ هواي ولم تصني لن يكون التكريم الذي تضطلع به الدكتورة سعاد الصباح إعادة بدء لحب ذاك العطاء ولن يكون تذكيرياً بوجود لايغيب، ، ثمة، ، عودة، ، الى جذور الرومانسية التي أفلت في قلوبنا وتلاشت في مشاعرنا كانت تهزها الكلمة الرائعة التي نطقت من مبدعنا، ، عبدالله الفصيل، ، ثمة ولاء ووفاء يدعونا الا نغيب عن حضوره الذي عمرته كلماته الجميلة في الروح، ، ثمة عودة بيضاء الى الجذور الجميلة التي اينعت بعدها زهرات من الجمال، ، كان هو المؤسس الأول والصانع الأبدع، ، ثمة شكر، ، لمن يتذكرون ان هناك أرواحاً أعطت للعطاء وحرمت من أجل البقاء، ، وتوهجت من أجل أن هناك من يقرأ ضوءاً ترسمه كلمات مميزة، |
شاعر كبير يكتب بلغة شاملة
د. احمد بن عبدالله السالم 1 الشاعر الأمير عبدالله الفيصل آل سعود من الشعراء الرواد في العصر الحديث وهو أهل لهذا التكريم الذي تتبناه دار الدكتورة سعاد الصباح. 2 أن يخرج بهذا الوهج الشعري والتجربة الناضجة منذ بداياتها شاعر تربى في كنف المغفور له الملك عبدالعزيز والفيصل بن عبدالعزيز يرحمهما الله فلا غرابة 3 الشاعر الذي لم تشغله المناصب الادارية عن عشقه الأول كتابة الأدب والشعر. 4 شاعر كبير يكتب بلغة شاملة فصيحة مقروءة وعامية فصيح يكتب الفصيح بلغة السهل الممتنع والعامي بلغة راقية تقربه من الفصحى وهو في كلتا الحالتين لاينقصه التطريب فشعره يقطر بالموسيقى. 5 أدبه جم وخلقه دمث وثقافته واسعة، انفرد بميزة قلّما تتوفر في شاعر وهو أن مقروءه كمسموعه. 6 دائما ما يخاطب الشباب إيماناً منه بأهمية رسالتهم وقصيدته «المجد والشباب» التفاتة منه لايقاظ روح العمل والطموح في الشباب تعلق بها طلاب المدارس كثيرا وهي تنم عن شاعرية متفجرة احفظ منها ذلك الحين: مرحى فقد وضح الصواب وهفا الى المجد الشبابْ عجلان ينتهب الخطى هيمان يستدني السحاب في روحه أمل يضيء وفي شبيبته غلاب وهو فيها خبير خاطبهم بروح الشباب وأدواته. |
جعل من الحرمان موضوعاً أساسياً في شعره
د. السيد ابراهيم إذا كان الأمير عبدالله الفيصل قد جعل من الحرمان موضوعا أساسيا في شعره، فإنه كما قال الدكتور طه حسين «اتخذ التصوير الرمزي وسيلة الى الشكوى منه» من الحرمان والتبرم والتمرد عليه وقد عرف الأمير نفسه تعريفا خاصا بانه «شاعر عربي كل غايته ان يظفر العرب بالآمال» وذلك حين قال عن قصيدته التي سماها «صناجة العرب»: من الجزيرة أهديها مغلغلة إلى الكنانة في تاريخها الذهبي من شاعر عربي كل غايته ان يظفر العرب بالآمال والغلب شاعر عربي حلمه الظفر ظفر العرب، حلم عربي خالص عربي حتى النخاع كما يقولون. فما الذي تعنيه عبارة طه حسين اذا نحن قرأناها في ضوء هذا التعريف تعريف الشاعر لنفسه تعني انه اذا كان الظفر والحرمان هما القطبان اللذان يدور عليهما شعر عبدالله الفيصل فان الامة العربية تكون هي المحبوبة التي تيمت الشاعر واسهرت ليله، امة توافرت لها مقومات السعادة والظفر، لكن منيت بالحرمان، وهو عين ماقاله الشعر عن نفسه في مقدمة ديوانه «من وحي الحرمان» انا محروم والحرمان مرادف للشقاء، او هو دليل عليه، وهل السعادةفي المنصب والجاه او هي في الامارة والوزارة او في الشباب والجمال او الثروة والمال ان كانت كذلك فانا سعيد، ثم يعود فيقول: لكنه لايجد الاحساس بالسعادة حتى وقد اجتمعت كل متمماتها واعتباراتها، لانه شغل عن السعادة بعوامل اخرى من الالم والاسى وتشغله وتستأثر به عن الشعور بها. لقد صور الشاعر عجز القمر، وهو في تمامه، عن ملاحقة السحاب وكأنه يصور الحرمان الذي منيت به الأمة العربية في حقبة من تاريخها الحديث: إن ضقت بالحرمان ي والري من حولي فما ذنبي حولي شباب ضاحك يانع كالزهر في أحلى ليالي الربيع والبدر من فوق الربى ساطع يلاحق السحب ولا يستطيع هذا بيت من أروع ما قرأت في الشعر العربي، وهو بيت يفيض بالمعاني حقا: البدر من فوق الربى ساطع يلاحق السحب ولا يستطيع البدر الذي يكتمل ويعلو الربى ويسطع، رمز الى كل المعاني الايجابية التي ترجع الى مقومات ذاتية، فهو مكتمل وهو عال، بل هو يعلو الربى التي هي اصلا من رموز العلو، وهو ساطع، لكنه حين ينهض لملاحقة السحب وهي ادنى منه، لايستطيع أليست هذه هي المفارقة التي تطبع النفس بمشاعر الحرمان القاسية حقاً * جامعة الملك سعود |
|
ملأت بالشعر دنيا طالما هزجت
بما تردد من شدوي ومن كلمي فأصبح الشعر يروى للورى مثلا عني، ليرشفه من للغرام ظمي وصرت شأن ابي الخطّاب في زمني رمزاًً لكل فؤاد بالهيام رُمي |
تسلم بست قرين
على الموضوع عن سيدي الامير عبد الله الفيصل حفظه الله والله يعطيييك العااافيه.. |
دائما يبدعنا سيدي بروائعه الرائعه ويجذبنا بحرفه المميز والجميل
الله يطول بعمره ويحفظه ويحفظك |
|
الساعة الآن 03:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir