عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2011, 04:51 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

الحمد لله القائل في كتابه :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)، والصلاة والسلام على رسوله القائل :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
أما بعد ،
فإن الكلمة قضية شأنها عظيم وخطرها جسيم ، بها يدخل المرء في دين الله فيحرم ماله وعرضه بالنطق بالشهادتين ، وبمثلها يباح دمه، فما انتشر الإسلام وما عرفناه إلا بكلمة (اقرأ)، وما انتشرت دعوة الحق ووحي السماء إلا بكلمات القرآن المجيد، من آيات الخير والهدى..
وما أقيمت دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة إلا بكلمة التوحيد التي آخى بها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار .
وبالكلمة عقدت الأحلاف بين المسلمين وغيرهم ، وبالكلمة دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الملوك وزعماء القبائل والاكاسرة والقياصرة إلى الإسلام .. وبالكلمة بعث السرايا واستقبل الوفود.. وأتم تبليغ هذا الدين ..ورسخ الإيمان بكلمة التوحيد ونبذ الكفر وما جره من القول على الله بغير علم .
ولا يكون الزواج والطلاق والبيع والتجارة بين الناس إلا بكلمة ..
وفي المقابل ما غزانا العدو ابتداء إلا بكلمة ، وما رُوَّج للفساد الفكري والأدبي والثقافي إلا بكلمة، وما تنافر الخلق وانتشر الحسد والبغض إلا بكلمة !!
ومن هنا تبرز أهمية الكلمة ودورها في حياة الفرد والمجتمع ..
وما هذه الحلقات إلا دعوة لتستعيد الأمة دورها الحضاري بنشر الخير اللفظي وبث الوعي للإنسانية جمعاء بالكلمة الطيبة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) حتى تبنى الأمة بناء يتفق مع الشخصية الاسلامية، وحتى تدرك قيمة الكلمة وتربى الاجيال على كلمة الاسلام من جديد .
و حتى نرقى بأسلوب حياتنا وتعاملنا وننأى بأنفسنا وألسنتنا وأقلامنا ووسائل إعلامنا عن التراشق برديء الكلام، وسيئ القول وليس معنى هذا أن نستسلم فلا ندافع عن أنفسنا ، فالمدافعة تكون أحيانا بالسكوت، والإعراض عن الجاهلين. (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً ) [الفرقان:63] معنى الكلمة :
ولو تأملنا في معنى الكلمة لوجدناها في اللغة : تطلق على الجمل المفيدة ويراد بها الكلام، كقولهم في كلمة الإخلاص :" لا إله الا الله ".ومثل هذا قول النبي عليه الصلاة السلام : (أصدق كلمة قالها لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل).
وفي اصطلاح النحاة : هي اللفظة الواحدة التي تتركب من بعض الحروف الهجائية وتدل على معنى مفرد ، والكلمة : بفتح الكاف وكسر اللام هذا هو الأفصح ، ويجوز فيها فتح الكاف وكسرها مع سكون اللام "كَتَمْرَة" و "سِدْرَة" .
والكلـمة ثلاثـة أقـسام : اسم دل على مسمى مثل (كتاب) أوفعل (كتب) أوحرف (واو القسم في قولك : والله ) .
وجاء في التنزيل قوله تعالى : ( وألزمهم كلمة التقوى ) وقوله سبحانه: ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) وقوله سبحانه : ( وجعلها كلمة باقية في عقبه ) .
وكل كلمة في القرآن الكريم لا تغني عنها رفيقتها ومرادفتها وهذا من إعجاز القرآن الكريم كما قال تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23}) فما تأتي من كلمة إلا في مكانها أو موضعها وتأخذ معنى خاصاً بها لا تشاركها فيه كلمة أخرى : (ومن أصدق من الله حديثا) .. (ومن أصدق من الله قيلا).







رد مع اقتباس