عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2007, 06:26 AM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

نهـــــج البـــــــردة

لأمير الشعراء أحمد شوقي


أحل سفك دمي في الأشهـــر الحُــرُم
يا ســـاكن القاع ، أدرك سـاكن الأجم
يا ويح جنبك ، بالسهم المصيب رُمِي
جُرحُ الأحبـــة عندي غيـــرُ ذي ألــم
إذا رُزقت التمــاس العذر في الشيـــم
لو شفك الوجــــد لم تعـــذل ولم تلـــم ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلــــم ‍
رمى القضــــاء بعيني جــؤذر أســداً ‍
لمـــا رنــــــا حدثتني النفــــس قائلــة ‍
جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي ‍
رزقت أسمح ما في النـاس من خُلــق ‍
يا لائمي في هــواه - والهـــوى قدر-


ورُب منتصــــتٍ والقلبُ في صمــــم
أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أغراك بالبخــل من أغـــراه بالكـــرم
ورُبَّ فضــــــلٍ على العشاق للحلـــم
اللعباتُ برُوحي ، السافحــات دمي ؟
يُغرن شمس الضحى بالحلي والعصم لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ ‍
يا ناعس الطرف ، لاذقت الهوى أبداً ‍
أفديك إلفــــاً ، ولا آلو الخيــــال فدًى ‍
سرى فصادف جُــرحاً دامياً ، فأســـا ‍
من الموائـسُ بانــاُ بالرُّبــى وقنــــــاً ‍
السافراتُ كأمثــال البــــدور ضُحى


وللمنيــــــة أسبــــابٌ مـــن السقــــــم
أُقلـن من عثـــرات الـدَّل في الرســـم
عن فتنــةٍ ، تُسلـــم الأكبـــاد للضــرم
أشكالــه ، وهو فـــرد غيـــر منقســـم
للعين ، والحُسنُ في الآرام كالعُصُــم
إذا أَشَرن أســـرن الليــــــث بالعنـــم القاتلاتُ بأجفـــــانٍ بهـــــا سقـــــــمٌ ‍
العاثـراتُ بألبــــاب الرجـــال ، ومــا ‍
المضرماتُ خدوداً، أسفرت ، وجلت ‍
الحاملات لـــواء الحســـن مختلفــــاً ‍
من كل بيضـــاء أو سمـــراء زُينتــا ‍
يُرعن للبصر السامي ، ومن عجـــب


يرتعـــن في كُنُـــس منـــه وفي أكـــم
ألقاك في الغاب ، أم ألقاك في الأطُم؟
أن المُنى والمنايــا مضـــربُ الخيـــم
وأخرج الريــم من ضرغامـــة قـــرم
ومثلهـــا عفــــة عُذريــــةُ العصـــــم
مغناك أبعــــــدُ للمشتــــاق مـــن إرم وضعت خدّي ، وقسمت الفــؤاد ربي ‍
يا بنت ذي اللبــــد المحمـــي جانبـُــه ‍
ما كنــتُ أعلـــم حتى عـــن مسكنُـــه ‍
من أنبت الغصـــن من صَمامة ذكــر؟ ‍
بيني وبينك من سمـر القنـــا حُجُـــب ‍
لم أغش مغناك إلا في غصـون كِرَّى


وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
كما يُفــضُّ أذى الرقشـــــاءِ بالثَّــــرم
من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئـــم
جـــرحٌ بـــآدم يبكــي منــــه في الأدم
المــوتُ بالزَّهر مثلُ المــوت بالفَحَــم
لـولا الأمـــانيُّ والأحــــــلامُ لم ينـــم يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ ‍
فُضِّي بتقواكِ فاهـــاً كلمــا ضحكـــت ‍
مخطوبةٌ - منذ كان الناسُ - خاطبـــةٌ ‍
يفنى الزمــــانُ ، ويبقى من إساءتهــا ‍
لا تحفلـــي بجنـــاها ، أو جنـــايتهـــا ‍
كم نائــــمٍ لا يـــراها وهي ساهــــرةٌ


وتارةً في قـــرار البـــؤس والوصـــم
إن يلق صاباً يرد ، أو علقمـــاً يسُـــم
مُسودَّةُ الصُّحـــفِ في مُبيضَّـــةِ اللّمم
أخذتُ من حميـــة الطاعـــات للتخــم
والنفـــس إن يدعها داعي الصبـا تهم
فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم طــــوراً تمــدك في نُعمى وعافيــــــةٍ ‍
كم ضلَّلتكَ ، ومن تُحجـب بصيرتــــه ‍
يا ويلتــــاهُ لنفسي ! راعَــــها ودَهــــا ‍
ركضتها في مريع المعصياتِ ، ومــا ‍
هامــــت على أثــــر اللذات تطلبهـــا ‍
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه


والنفـــسُ من شـرها في مرتعٍ وَخِـــم
طَغىَ الجيـــادِ إذا عضَّـت على الشُّكُم
في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ ‍
تطغى إذا مُكِّنَت من لذَّةٍ وهــــــوىً ‍
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ ‍
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على ‍
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه ‍
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ


يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــم
مـــا بيـــــــن مستلــــم منه ومُلتــــزم
في يـــوم لا عز بالأنساب واللُّحَــــــمِ
ولا يقـــاسُ إلى جـــودي لدى هَــــرِم
وبغيــــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَــــم
متى الورود ؟ وجبريــلُ الأمين ظمى لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ، ومـــن ‍
فكلُّ فضلٍ ، وإحســانٍ ، وعارفــــةٍ ‍
علقتُ من مدحه حبـــلاً أعــزُّ بـــــه ‍
يُزري قريضي زُهيراً حين أمدحُــه
محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ


فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
من سـؤددٍ بــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
نوران قاما مقام الصُّلـب والرَّحــم
بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
مصــونَ سِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟ سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ ‍
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه ‍
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً ‍
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم ‍
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه ‍
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما


بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
أشهى من الأُنس بالحباب والحشَم
ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
فاضت يداه من التسنيـــم بالسَّنِـــم
غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُ الديَـــــم
قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا ‍
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا ‍
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه ‍
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ ‍
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه ‍
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا ‍


يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم
أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
وكيـــف نُفرتها في السهــل والعلـم ؟
رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
هل تجهلون مكان الصــادق العلــــم؟ إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا ‍
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا ‍
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت ‍
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ ‍
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم ‍
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه


وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
بالخُلق والخَلق من حسنٍ ومن عظـم
وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
يزينُهنَّ جــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
يوصيك بالحق ، والتقوى ، وبالرحـم
حديثك الشهدُ عنــــــد الذائقِ الفهِـــــم لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ ‍
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم ‍
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت ‍
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ ‍
يكـــاد في لفظــــــــة منـــه مشرَّفــةٍ ‍
يا أفصـــح الناطقيـــن الضاد قاطبـةً ‍


في كـــلِّ مُنتـثــــــر في حســــن مُنتظـــم
تُحيـــي القلـــوب ، وتحيي ميـت الهمــــم
في الشرق والغرب مسرى النورفي الظلم
وطيرت أنفُــــسَ الباغيــــن من عجــــــم
من صدمـــة الحق ، لا من صــدمة القُــدم
إلا على صنــــم ، قـــد هـام في صنــــم حلَّيت من عَطَــــلٍ جيـــد البيـــان به ‍
بكــــل قــــول كريـــمٍ أنــــت قائلُـــه‍
ســـرت بشائـــر بالهـــادي ومولـــده ‍
تخطفت مهج الطـاغين من عـــــربٍ ‍
ريعت لها شُرَفُ الإيران، فانصدعت ‍
أتيت والنــاس فوضى لا تمـــرُّ بهــم ‍


لكل طاغيــــةٍ في الخلـــــق مُحتكِـــم
وقيصرُ الروم مــن كِبـــرٍ أصمُّ عَـــمِ
ويذبحـــــان كما ضحَّيـــــتَ بالغنــــم
كالليث بالبهــم ، أو كالحوت بالبلــــم
والرُّسلُ في المسجد الأقصىعلى قدم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلـــــم والأرض مملوءةٌ جوراً ، مُسخـرةٌ ‍
مُسيطــــرُ الفرس يبغي في رعيَّته ‍
يُعذِّبـــــان عبــــــاد الله في شُبــــهٍ ‍
والخلقُ يفتـــــك أقواهم بأضعفهــم ‍
أسرى بك الله ليـــــلاً ، إذ ملائكُـه ‍
لما خطرت به التفُّــــــوا بسيدهـــم


ومن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم
على منـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
لا في الجياد ، ولا في الأينُق الرسُــم
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
على جنــــاحٍ ، ولا يُسعى على قـَــدم
ويــا محمدٌ ، هذا العــــرشُ فاستلــــم صلى وراءك منهــم كل ذي خطـرٍ ‍
جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهم ‍
ركوبة لك من عـــــزٍّ ومن شـرفٍ ‍
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـه ‍
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لها ‍
وقيل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه


يا قارئ اللوح ، بل يا لا مس القلــــم
لك الخزائنُ من علـــم ، ومن حكــــم
بلا عـدادٍ ، وما طـــُوِّقــتَ من نعــــم
لولا مطــــاردةُ المختـــــار لم تُســــم
همسَ التسابيح والقـــرآن من أَمَـــم ؟
كالغاب، والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟ خططت للديـــن والدنيـــا علومهمــا ‍
أحطت بينهما بالسر ، وانكشفــــــت ‍
وضاعف القُرب ما قـُـلِّدت من منــن ‍
سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً ‍
هل أبصروا الأثر الوضَّاءَ،أم سمعوا ‍
وهل تمثّل نسجُ العنكبـــــوت لهـــــم


كباطلٍ من جــــلالِ الحـــق منهــــزم
وعينُــــه حول ركن الدين ؛ لم يقــــم
ومن يضُــــمُّ جنـــــاحُ الله لا يُضَــــم
وكيف لا يتسامى بالرســــول سمِى ؟
لصاحب البُردة الفيحـــاء ذي القــــدم
وصادقُ الحبِّ يُملي صـــادق الكلـــم فأدبروا ، ووجــوهُ الأرض تلعنُهــــم ‍
لولا يــــدُ الله بالجاريــــن ما سلمـــــا ‍
تواريـــا بجنــــــاح الله ، واستتـــــرا ‍
يا أحمد الخيـــر ، لي جاهٌ بتسميتـــي ‍
المادحون وأربــــــابُ الهوى تبـــــعٌ ‍
مديحهُ فيك حـب خالـصٌ وهـــــوًى


من ذا يعارضُ صوب العارض العرم؟
يغبـِــط وليِّـــك لا يُذمَــــــم ، ولا يُلـَـــم
ترمــــي مهابتــــه سبحــــــان بالبكــــم
والبحـــرُ دونـــك في خيرٍ وفي كــــرم
والأنجُمـــُ الزُّهرُ ما واسمتــــها تســـم
إذا مشيـــت إلى شاكي الســلاح كمـــى الله يشهــــــدُ أنــــي لا أعــارضُـــــه ‍
وإنما أنا بعــض الغابطيـــن ، ومـــن ‍
هذا مقـــــامٌ من الرحمــــن مقتـبـــسٌ ‍
البدرُ دونك في حســنٍ وفي شــــرفٍ ‍
شُمُّ الجبال إذا طاولتـــها انخفضــــت ‍
والليثُ دونـــــك بأساً عنـــد وثبتـــــه


في الحربِ - أفئدةُ الأبطـــال والبُهَــم
على ابن آمنـــةٍ في كـــــلِّ مصطـَـدَم
يضـــــئُ ملتثمــــاً ، أو غيــرَ مُلتثـــم
كغُـــرِّة النصر ، تجلو داجي الظلــــم
وقيمـــةُ اللؤلؤ المكنــون في اليُتــــــم
وأنت خُيِّـــرتَ في الأرزاق والقِســـم تهفـــــو إليك - وإن أدميتَ حبَّتَهـــا ‍
محبـــــةُ الله ألقـهــــا ، وهيـبـتــُـــه ‍
كأن وجهك تحت النـََّقع بـدرُ دُجًــى ‍
بــــدرٌ تطلَّـــع في بـــــدرٍ فغُـرَّتـُــه ‍
ذُكرت باليُتـــــم في القرآن تكرمــةً ‍
الله قسّـم بين النــــــاس رزقهُــــــمُ ‍


فخيـرةُ الله في " لا " منك أو " نعم "
وأنت أحييـــت أجيــــالاً من الرّمــــم
فابعث من الجهل،أوفابعث من الرَّجم
لقتل نفــس، ولا جــــاءوا لسفـــك دم
فتحت بالسيـــف بعد الفتــــح بالقلــــم
تكفَّل السيـــــفُ بالجهــــالِ والعَمَــــم إن قلتَ في لأمــر:لا،أوقلت فيه: نعـم ‍
أخوك عيسى دعــا بيتاً ، فقــــام لـــه
والجهل مـوتٌ ، فإن أوتيت مُعجــزةً ‍
قالوا: غزوت، ورســلُ الله مابُعثـــوا ‍
جهلٌ ، وتضليــلُ أحلامٍ ، وسفسطـةٌ ‍
لما أتى لك عفواً كــــــل ذي حســبٍ


ذرعـــاً ، وإن تلقـــهُ بالشرِّ ينحسِـــم
بالصّاب من شهـوات الظالــم الغَلِـــم
في كل حينٍ قتـــالاً ساطـــع الحَــــدَم
بالسيف ؛ ما انتفعت بالرفق والرُّحَــم
وحرمةٌ وجبــــت للروح في القِـــــدَم
لوحين ، لم يخش مؤذيـه ، ولم يَجِـــم والشرُّ إن تلقــــهُ بالخيــرضقــــت به ‍
سل المسيحيــّة الغراء : كم شربــــت ‍
طريدةُ الشرك ، يؤذيهـا ، ويوسعُهـــا ‍
لولا حُمـــاةٌ لها هبُّـــــوا لنصرتهـــــا ‍
لولا مكـــانٌ لعيسى عنــــد مرسِلِـــــه ‍
لسُمِّرَ البدنُ الطُّهــرُ الشريــــفُ على


إن العقاب بقــدر الذنــــب والجُــــرُم
فوق السماء ودون العـــرش مُحتــرم
حتى القتـــال وما فيـــــه من الذِّمَــــم
والحربُ أُسُّ نظام الكـــون والأمــــم
ما طال من عمــد ، أو قر من دُهُــــم
في الأعصرالغُرِّ،لا في لأعصُرالدُّهُم جلَّ المسيـحُ ، وذاق الصلبَ شائنهُ ‍
أخــو النبـي ، وروح الله في نُــزُل ‍
علَّمتهـــــــم كـل شئٍ يجهلــون بـه ‍
دعوتهــــم لجهـــــادٍ فيه ســـؤددُهُم ‍
لولاه لـــم نــر للدولات في زمــــن ‍
تلك الشواهــــد تتــرى كــــل آونـةٍ ‍


لولا القذائـــفُ لم تثلـــم ، ولم تصـــم
ولم نُعـــــدّ ســـوى حالات مُنقصِــــم
ترمي بأُســـدٍ ، ويرمي الله بالرُّجُــــم
لله ، مُستقتـــــلٍ في الله ، مُعتـــــــزِم
شوقاً ، على سابخٍ كالبرق مضطــرم
بعزمه في رحــال الـــدهر لم يـــــرم بالأمس مالت عروشٌ ،واعتلت سُرُرٌ ‍
أشياع عيسى أعدوا كــــل قاصمـــــةٍ ‍
مهما دُعيــت إلى الهيجــاء قُمــت لها ‍
على لوائـــــك منهـــــم كـــل منتقـــمٍ
مُسبــــــحٍ للقـــــــاءِ الله ، مضطـــرمٍ ‍
لو صادف الدهــر يبغي نقلةً ، فرمى


من أسيُفِ الله ، لا الهنــــدية الخُــــذُم
من مات بالعهد ، أو مــــات بالقســـم
تفاوت الناسُ في الأقــــدار والقيـــــم
عن زاخــرٍ بصنـوف العلــم ملتطـــم
كالحلى للسيــــف أو كالوشي للعلــــم
ومن يجد سلسلاً من حكمـــــةٍ يحُــــم بيضٌ ، مفاليلُ من فعل الحروب بهـم ‍
كم في التراب إذا فتشت على رجـــلٍ ‍
لولا مواهبُ في بعض الأنــــام لمـــا ‍
شريعـــةٌ لك فجـــرت العقـــول بهـــا ‍
يلوح حول سنا التوحيــــد جوهرُهــا ‍
غرَّاءُ ، حامت عليها أنفـــسٌ ونُهًــى ‍


تكفلت بشبــــاب الدهــــــر والهــــرم
حكــم لها ، نافذ في الخلــق ، مرتســم
مشـــت ممالكـــه في نــــورها التمـــم
رعي القياصــــر بعد الشـاءِ والنَّعَــــم
في الشرق والغرب مُلكاً بـاذخ العِظَـم
من الأمور ، وما شدُّوا مـن الحُـــــزُم نورُ السبيل يساس العالمـون بهــــا ‍
يجري الزمان وأحكام الزمان على ‍
لما اعتلت دولةُ الإسلام واتسعــــت ‍
وعلَّمــــــت أُمـــــةً بالقفـر نازلــــةً ‍
كم شيَّد المصلحون العاملون بهــــا ‍
للعلم ، والعدلِ، والتمدين ما عزموا


وأنهلوا النـــاس من سلسالهـا الشَّبِـــم
إلى الفلاح طريــقٌ واضـــحُ العَظَـــم
وحائـــط البغي إن تلمســـــهُ ينهــــدِم
على عميم من الرضــــوان مقتســــم
كـــلُّ اليواقيـــت في بغــداد والتــُّـوَم
هوى على أَثَــــــر النيـــران والأيُـــم سرعـــان ما فتحــــوا الدنيا لملَّتهــم ‍
ساروا عليها هُداة الناس ، فهي بهـم ‍
لا يهدِمُ الدَّهـرُ رُكنـاً شـــاد عدلُهُــــمُ ‍
نالوا السعادةَ في الدَّارين ، واجتمعوا ‍
دع عنك روما وآثينــا ، وما حَوَتــــا ‍
وخلِّ كِســـرى ، وإيـــواناً يــدلُّ بــه


في نعضة العدل، لا في نهضة الهرم
دار الســـلام لها ألقـــــت يد السًّلًــــم
ولا حكتها قضـــاءً عند مُختصـــــــم
على رشيد ، ومأمــــونٍ ، ومُعتصـــم
تصرّفــوا بحـــدود الأرض والتُخـــم
فلا يُدانـــــــون في عقـــل ولا فهــــم واترُك رعمسيس ، إن الملك مظهره ‍
دارُ الشرائـــع روما كلمـــا ذُكــــرت ‍
ما ضــارعتــــها بياناً عنـــد مُلتــــأَم ‍
ولا احتوت في طــرازٍ من قياصرها ‍
من الذيــــــن إذا ســـارت كتائبُهــــم ‍
ويجلســــون إلى علـــــــم ومعرفـــةٍ


من هيبة العلم ، لا من هيبة الحُكــــُم
ولا بمن بات فوق الأرض من عُـــدُم
فلا تقيســــنَّ أمــلاك الـــورى بهــــم
وكابن عبد العزيز الخاشـــع الحشم ؟
بمدمـــع في مآقــــي القـــــوم مزدحم
والناصر النَّدب في حرب وفي سلم ؟ يُطاطئُ العلماءُ الهـــام إن نبســـوا ‍
ويمطرون ، فما بالأرض من محل ‍
خلائفُ الله جلُّـــــوا عن موازنـــةٍ ‍
من في البرية كالفـــاروق معدَلَةً ؟ ‍
وكالإمـــــام إذا ما فضَّ مزدحمــــاً ‍
الزاخر العذب في علـــم وفي أدبٍ


يحنو عليه كما تحنو على الفُطُــــم
عقداً بجيد الليالي غير منفصِم ؟
جُرحُ الشهيد ، وجُرحٌ بالكتاب دمى
بعد الجلائل في الأفعال والخِدم
أضلت الحلم من كهلٍ ومحتلم
في الموت، وهو يقينٌ غير منبهم أو كابـــن عفَّانَ والقـــــرآنُ في يده ‍
ويجمــــع الآي ترتيبـــاً وينظمُهـــا ‍
جُرحان في كبد الإســــلام ما التأما ‍
وما بـــلاءُ أبي بكــــــر بمتَّهـــــــم ‍
بالحزم والعزم حاط الدين في محنٍ ‍
وحدنَ بالراشد الفاروق عن رشـــدٍ ‍


في أعظم الرسل قدراً ، كيف لم يدم؟
مات الحبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَم
نزيـــل عرشـــك خيــــر الرسل كلهم
إلا بدمـــع من الإشفــــاق مُنسجـــــــم
ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الــورم
وما مع الحــبِّ إن أخلصـــت من سأم يجــادلُ القـــوم مستهلاً مهنَّــــده ‍
لا تعذلـــوه إذا طـــاف الذهواُ به ‍
يا رب صل وسلم ما أردت على ‍
محيي الليالي صلاةً ، لا يقطعُها ‍
مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتمــلاً ‍
رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأمـــاً


جعلــــتَ فيهم لـواء البيت والحــــرم
شُمُّ الأنـــوف ، وأُنفُ الحادثات حمي
في الصحب، صُحبتُهم مرعيَّةُ الحُرَم
ما هـــال من جلـــلٍ ، واشتد من عَمَم
الضاحكيــــن إلى الأخطار والقُحَـــــم
واستيقظــــت أُمَمٌ من رقــــدة العــــدم وصـــــل ربي على آلٍ لـــهُ نُخـــبٍ ‍
بيض الوجوه ، ووجه الدهر ذو حلكٍ ‍
واهد خيرَ صـــلاةٍ منـــــك أربعــــةً ‍
الراكبيــــن إذا نــادى النبــــيُّ بهـــم ‍
الصابريـــن ونفـــسُ الأرض واجفةٌ ‍
يـــا ربِّ ، هبت شعــوب من منيّتها


تُديــــلُ من نعــــم فيه ، ومـن نِقَم
أكــــرم بوجهــك من قاضٍ ومنتقم
ولا تـــزد قومه خسفاً ، ولا تُســـم
فتمِّم الفضلَ ، وامنح حُسنَ مُختَتَم سعدٌ ، ونحسٌ ، وملكٌ أنت مالكـه ‍
رأى قضاؤك فينــا رأي حكمتـــه ‍
فالطُف لأجل رســول العالمين بنا ‍
يا ربِّ ، أحسنت بدء المسلمين به ‍







رد مع اقتباس